السبت، 19 ديسمبر 2009

فــى رثــاء حُلــم ..




* عرفتها رقيقة ..

لا تحتاج للكثير حقاً لتعرف أنك أمام فتاة رقيقة .. لن أجرؤ على إستخدام عبارة رفعت إسماعيل الشهيرة في وصفه لماجى بإنها تمشى على العشب دون أن ينثنى .. ولكننى سأقول أنها تنساب إلى حياتك فلا تسمع لها صوتاً ولا تشعر بإن لها وجوداً مادياً أصلا .. تنساب كالفراشة فتملئ المكان والزمان بما تحدثه في حياتك من تغيير كإنها تملك عصاً سحرية تدق بها برقة على صفحة نهر الزمن الساكنة فُتحدث الكثير من الدوائر والدوائر , تُشعرك بإنك مازلت حي .. مازال لك قلباً ينبُض .. مازالت قادراً على السعادة ..


* عرفتها جميلة ..

كأن هذه الجمال الروحى شديد الرقى شديد النقاء قد وجد له مخرجاً ليظهر جلياً على ملامح وجهها لتكون النتيجة رائعة بكل المقاييس الجمالية التى وضعها البشر .. حتى لو إختلفت الأذواق .. يظل للجمال الحقيقى هيبته وإحترامه .. وكانت هي من اللاتى تتوقف عن التنفس لثوان إحتراماً لهيبة جمالها وإنبهاراً بعظيم صنع خالقها..


* عرفتها حزينة ..

لها نفس سمت الحزن .. نفس ألم القلب المُوجع المُحبب للنفس .. تتنهد, فيخرج مع أنفاسها الكثير من النزف الروحى .. لما لا .. وقد رأت في سنوات عمرها القليلة الكثير والكثير .. فظهرت تلك النظرة في عينيها .. نظرة من عرف ورأى وخبر أكثر من اللازم في وقت أقل من اللازم .. تبكى هذا البكاء الذى يمزق نياط القلوب. فتود لو تحتضنها وتكفكف دموعها .. تمسد على شعرها .. تنساب رائحة عطرها إلى خياشيم أنفك فتضمها أكثر إليك .. وتخبرها أن غداً يوماً اخر.


* عرفتها مؤمنة بى ..

تؤمن أنى الأروع .. الأفضل .. الأقوى .. الأوسم .. فتخبرها أنك بعيد كل البعد عن ذلك .. فتبتسم وتكتفى بالصمت .. ذلك النوع من الصمت الضوضائى الذى لا تنفع معه كل سدادات الأذن في العالم .. فخلف هذا القناع الهادئ الصامت .. تختفى أخرى .. تود لو أن تملئ العالم كله صراخاً وضوضاءاً وسعادة وفخراً لإنى رجلها .. حبيبها الأروع والأفضل والأقوى الأوسم .. حتى لو لم أرى ذلك .. أو لأكون أكثر دقة .. حى لو لم أؤمن بذلك .. فهناك من تؤمن بى عوضاً عنى وتود لو تذهب معى إلى اخر العالم .. حيث أنا لها وهي لى .. فلك الحمد يا خالق السموات.


* عرفتها لشهور قليلة ..

مرت كالحلم .. بعثرت فيها بعض النجوم اللامعة فأنارت حياتى .. ونثرت الكثير من السعادة هنا وهناك على جنبات حياتى فعادت الإبتسامة تغزو شفتاي .. ثم رحلت,فصار للسعادة مذاق مرير كالعلقم .. رحلت فتركت خلفها ثقباً عميقاً في روحى لن يدويه شيئاً .. رحلت, فعرفت حينها أن الحياة لن تعد أبداً كما كانت.


* إهداء إلى مَلك ..

هناك تعليق واحد:

Old Blogger يقول...

رائعه يا احمد.