الخميس، 2 أكتوبر 2008

أمــى ...

طول عمرى كان نفسى اكتب عنها .. كان نفسى أتكلم وأقول كل الى في نفسى ..
وطول عمرى كمان كنت حاسس ان في علاقة بينى وبين أمى , مالهاش اى تفسير او معنى
غير انها علاقة معنوية مبنية على نوع من الحب والعشق الغير مصنف في قاموس العاشقين .. حب وعشق من نوع اخر ..
يمكن لانى عشت الجزء الاكبر من حياتى معاها؟ , ويمكن لانها اثرت فيا , لدرجة انى كتير من تصرفاتى ولازماتى الحركية بل والكلامية مقتبسه منها؟! , يمكن لانها كانت ولازالت مصدركل شئ حلو في شخصية أحمد , اما كل شئ سئ وسخيف فا دا تكفلت انا مشكورا وضيفته على كل حاجة حلوة خدتها منها .. انا ممكن اقول كلام مستهلك من نوعيه , امى الى ربتنى وكبرتنى وشالتنى في بطنها 9 شهور .. الخ , بس الحقيقة ان دا هايبقى نوع من القالب المحفوظ الى بنسمعه كل عيد ام او اى مناسبة بنضطر فيه نتكلم عن الام .. والاضطرار هنا حقيقى لان قليل اوى الى بيكتشف انه بيحب امه وانه لازم يتكلم عنها ! , كلنا بنحب امهاتنا واباهتنا واخواتنا , بس تيجى تسال ليه , يقولك : انت عبيط ولا ايه , طبعا بحب امى عشان هيا امى ولازم احبها !
اجابة سخيفة ومبرر اسخف , طب ايه الى لازمها يعنى؟ , احنا مش روبوتات بتتبرمج ببرامج معينه بتجبرها انها تحب بس او تكره بس او تاكل بس او تشرب بس , احنا بشر نحمل مانحمل من الرقى والتحضر والمشاعر الانسانية الفطرية ونحمل كمان كم من القاذورات والنفيات الى لا يقدر حتى الشيطان شخصيا انه ينافسنا فيها .. الحقيقة الى لازم نقولها ونعترف بيها ان احنا بنحب امهاتنا عشان فكرة ان انسان شال انسان في رحم لمدة 9 اشهر كاملين , بجوار قلبها وداخل روحها في معجزة ربانية لا تصدق , فا انتقلت ليك ربانياً وعفويا جزءا من روحها وبقيت ماشى انت الشاب البالغ او الفتاة البالغة مطبقين الجملة المصرية الشهيرة العتيدة: انت حتة منى !
انا فعلا حتة منها .. وبالمثل هيا فعلا حتة منى .. عشان كده مش هاستغرب ابدا الكوابيس الشنيعه الى بتظهر هيا فيها تعبانه ومريضة , أو ... فا اصحى من النوم الاقى المخدة غرقانه دموع ! , كتير حصلت معايا , وكتير حسيت ب يعنى ايه روحك بتتاخد منك .. ودا شئ بديهى , انت كنت نطفة فا بقيت فجاة جنين بروح جواك .. يعنى ربنا منحك روحك وانت جوا بطنها , وبالتالى لو معدتش موجوده , تبقى روحك بتتاخد منك ولا لا؟ .. الحقيقة انها ربتنى فعلا , كبرتنى وعلمتنى معنى الرجولة الحقة .. ورغم انها مختلفة كليا معايا في التفكير وفي النظرة للحياة الا انى قدامها لا اجروء الا اكون مجرد طفل صغير لا يفقه اى شئ في الدنيا .. بس لانى بطبيعه الحال مش مثالى فا كان لازم اعيش رجولتى عليها وازعق واشخط واعيش دور فيلسوف عصره واوانه .. بس مازالت هيا بتضحك لما بتشوفنى كده وبتعديلى كم التصرفات الى بتطلع من ورا قلبى .. بس طبعا الضحك دا بينها وبين نفسها , أما قدامك لازم تزعل وتصدرلك الوش الخشب عشان تعرفك انك عمرك ماهتكبر عليها .. بس كل دا قناع من ورا قلبها , عشان بتبقى عايزة تفوز ببوسة صغيره على ايديها او جبينها تحسسها بقربك منها و بتزيل بيها كل الاقنعة وكل الى ماوراء القلب دا عشان فضل الى في القلب بس .. طول عمرى متعلق بيها ولو كلمت اى حد عنها لازم يكون ماشى وهوا فاهم ان لو في حاجة تمثل كل حياة أحمد فهي أمه .. أمه وبس .. مهما حب وارتبط برضه بيكون الف باء مفتاح شخصيه احمد وقلبه هيا احترام البنت دى كامل الاحترام والتقدير الى اتخلق في الدنيا لامه .. ورغم انى حاولت كتير ادور على بنت تكون نسخة من امى الا انى انتهيت لنتيجة انه مفيش زيها .. تلك المراة الباسلة القوية الضعيفة ..

أقصى مخاوفى في الحياة انى أصحى يوم على الخبر اياه ..

ربنا يجعل يومى قبل يومك يا امى .. لانى أكيد ,مش هاستحمل.

---

انا عارف انه مزاج غايه في السوداوية انى أقول كده وفي العيد .. بس لان الفكرة دى سيطرت عليا كتير ولاوقات طويلة فعلا..حسيت انى عايز اتكلم عنها.

اعتقد ان عدم وجود امى في حياتى , هوا بداية نهايتى ..

مش هانتحر اكيد لانى اجبن من انى اموت كافر بالله واتعذب عذاب الكفار الشنيع..

بس مش بالضرورة يكون الانسان عايش وحى وهوا لسه فيه الروح وبيتنفس.. في موت من نوع اخر اكيد.


هناك 7 تعليقات:

غير معرف يقول...

ربنا يخليهالكم

إن شاء الله تفرح بيكم جميعا


ربنا يرضى عنها وعنكم دايما

~ Heba ~ يقول...

ربنا مايحرمهاش منك ابدا يارب

انا زيك برضة كانت من فترة سطرت عليا هواجس زي اللي حسيتها .. بس على بابا وماما .. وتخيلت ان اليوم دة جة .. حاسة اني وقتها حفقد كل حاجة حلوة دلوقتي وبعدين ولاخر عمري .. حاسة ان قلبي حيقف فيها .. بقول ربنا يجعل يومي قبل يومهم .. بس برجع واقول طب لو حصل هما حيستحملوا ازاي بنتهم تموت .. حيعيشوا ازاي .. مهما انا كنت تعبتهم في حياتي ومهما عاشوا مش طايقيني من تصرفاتي .. بس اكيد انا حتة منهم ولو ضفري انكسر حتى .. قلبهم حيوجعهم .. فما بال بقى لو جرالي حاجة ..

وصلت ان في الحالتين محدش فينا حيستحمل فراق التاني .. ومعرفش هل في يوم من الايام ننتهي كلنا مع بعض عشان محدش يحس بالم فراق التاني ولا اية ؟؟

تصدق يا احمد ان قلبي وجعني دلوقتي ؟؟ وبكتب ومش شايفة الشاشة قدامي من كتر دموعي .. الافكار والهلاوس اتجددت من اول وجديد .. ربنا مايحرمنيش منهم ابدا وربنا مايحرمكش من مامتك وباباك واخواتك يااااارب

كل عيد وانت سعيد وبخير :)

dr.lecter يقول...

عارف يااحمد انا زيك بالظبط خايف من اللحظه دي واول مره اعترف بكده انا فعلا اناني في النقطه دي واتمني اني اموت قبل امي لاني هاحس ساعتها اني زي عروسه الماريونيت بقت من غير خيوط ومشلوله

غير معرف يقول...

عارف..أنا هقولك دعوة من قلبي بجد

ليك وللكل


ربنا يحنن قلبكم عليها دايما


ربنا دايما يحنن قلبكم عليها..


ربنا يحنن قلبكم عليها دايما..





الدعوة دي..


مش لازم ليه أو بدعيها ليه


لكني عارفة من جوايا بدعيها ليه




ربنا يحنن قلوبكم عليها دايما..ربنا يحنن قلوبكم على كل أمهاتكم

The Seagull يقول...

بصراحة دي أول مرة أعلق على موضوع من مواضيعك رغم إني متابعة المدونة من فترة كدة :) .. موضوعك قيم وإحساسك رائع بجد .. ربنا يخليلك والدتك ويرزقك رضاهـا يارب وما تتحرمش منها أبـدًا :)

Ahmed EL Masry يقول...

شكرا ليكوا .. نورتونى كلكوا :)

غير معرف يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.