من زمان .. وهوا بيحب السنيما.. بيحب السكون والصمت والضلمة الى ممكن يكون كان عاش كتير من عمره فيها .. لحد ما وصل لمرحلة من تلذذ الوحدة والضيق من وجود الناس ومن زحمتهم في حياته ..
تحول لكائن متوحد , يُفضل القعاد لفترات طويلة في الضلمة وفي الصمت والهدوء ..بيشوف شريط حياته بيمر قدامه , بيشوف نفسه في كل مراحل حياته كان ايه .. واخيرا بقى ايه , كأنه قاعد في قاعه سنيما بتعرض فيلم وحيد طول الوقت.. فيلم حياته !
عشان كده كانت السنيما ديما هي مكانه ... هيا معنى وجوده وذاته.. هيا الى بيلاقى فيها راحته وبيلاقى فيها نفسه .. وفيها الى بيلاقى مُتنفس لخياله .. خياله الواسع الى ديما كان بيهرب ليه من واقع ممل , سخيف , مبتذل .. مرير.
أفلام كتير شافها في حفلات مبكرة اوى او متاخرة اوى .. زى حفلة 10 الصبح , او حفلة بعد منتصف الليل .. بس كان بيفضل الحفلة المتأخرة .. لان الليل كان مملكته , الشوارع الفاضية شوارعه , الحياة الساكنه الصامتة, حياته… بيحس انه بيتجول في مملكته الى بتخلو من المواطنين الا منه.. هو المواطن الوحيد , والملك الوحيد ليها.
أفلام كتير أثرت فيه وانتزعت منه دموع غزيرة , وحركت كتير من كيانه.. هزت روحه القلقة ديما.. الصورة بتنعكس على عينيه المبلله بالدموع .. مبيهموش , لانه لوحده في السنيما او ينتشر على الكراسى البعيدة , واحد او اتنين في سبات عميق.. بيحس ان الفيلم , بيُعرض ليه هوا .. هوا وبس.
كانت ديما بتبهره القصص الانسانية في الافلام.. وكانت بتخليه يزذاد شغفا بمعنى العلاقات الانسانية .. بس…أكتشف ان معظم العلاقات الانسانية بتقوم على شئ واحد فقط.. الحب !
والا .. ليه قدر توم هانكس في Cast away انه يعيش لمدة 4 سنين متواصله على جزيرة نائية , بدون لا شرب ولا أكل يسمن او يغنى من جوع.. وكل الى كان بيسنده ويحفزه ويمنعه من الانتحار او اشتهاء الموت .. كانت صورة ليها .. مجرد صورة أصبحت معتمة غير واضحه المعالم بعد السنين الطويلة دى.
والا .. ليه جمال مالك في Slumdog Millionaire , شاف كل التعب والضيق والبهدلة دى في حياته مسنودا بوجودها جنبه .. وحتى لما كانت بتختفى كان بيدور عليها وبيلاقيها , لحد ماختفت تماما .. فا شارك في من سيربح المليون لمجرد انها تشوفه وتعرف مكانه .. بل انها تكون اخيرا هي الصديق الى بيتصل بيه عشان تجاوبه على سؤال ال 2 مليون وتقوله انها متعرفش الاجابه ! , فهو كمان يقول اى اجابه .. لانه لم تعد تعنيه اى فلوس بعد ماسمع صوتها ولقاها ..
والا .. ليه فاتن في شقة مصر الجديدة .. قعدت تدور على الحب في حياتها , بعد ما ملت أبلة تهانى دماغها باغانى الحب وبمعنى الحب الصافى الى ممكن نضنى حياتنا كلنا بحثا عنه.وسافرت ودورت .. على الحب لحد ما لقته.وكتير اوى من افلام شافها لوحده , اثرت فيه واخترقت روحه ولما روح , تكفل خياله الواسع بانه يعيد له الفيلم تانى مع استبدال الابطال.. ببطل واحد: هوا !
كان ديما نفسه يعيش التيمة دى في الواقع والحقيقة.. ارتبط كتير بس برضه مالقاش الى بيدور عليه..كان دبما تعبان في حياته ومحتاج الى تسنده.. الى تديله الامان قبل ماهو يأمنها , الى تاخد بايده وتكون حبيبته وامه وصاحبته واخته .. قبل ما هو ياخد بايديها.. الى تحميه قبل مايحميها.. الى تكونله كل حاجة.. كل حاجة.وتكون هيا كل الناس في حياته.ولما متبقاش موجوده لاى ظرف ما .. يتسند بصورتها , صوتها , كلامها , ذكريتهم , خناقتهم حتى.. لحد مايرجعلها تانى او يلاقيها تانى.عايزها زى الافلام الى بيحب يخشها..ولانه محتاجها .. محتاج حنانها , محتاج راحته في وجودها .. محتاج يلاقى نفسه معاها .. محتاج حياته..عشان كده قرر ..
انه مش هايخش الفيلم التانى من غيرها !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق