من زمان وانا عندى مشكلة في حياتى .. قد تُصنف ببساطة على أنها مشكلة حياتى نفسها ..
ألا وهي التوهان ..
بس توهانى يختلف ويتميز عن توهان غيرى من التائهين في الفراغ السرمدى..
انه مش التوهان دوكها , لا دوكها التانى..
هذا النوع من التوهان بين ما طاب وما لذ وغيره ممايكٌتب على عربيات الكبدة والسجق وغيرهما.
فا انت وأثناء وانت بتضرب شندوشتات الكبدة والسجق .. توهانك يكون محدود مابين الكبدة أو السجق.. إلا لو كانت عربية مودرن طبعا وفيها كبدة وسجق وحواوشى ..!
اما توهانى بين ما طاب وما لذ .. ف كان ما بين كل شئ بحب أعمله ويدعى الناس كذبا وإفتراءا أنى موهوب فيه !
دا لايعنى أنى بعرف أعمل كل حاجة .. في إحتمال كبير أنى اكون واهم انى موهوب .. او ان الناس بتجاملنى..
عشان كده مهمنيش اوى زمان تقدير الناس لحجم الموهبة دى.. كنت بعمل الحاجة لمجرد أنى بحب أعملها .. ومش بستنى حكم الناس عليها..
نفذت ما نفذت.. ما بين ديزيننج وجرافيكس, لمزيكا وصوتيات , لصحافة , لكتابة..
وكنت كل فترة يمتلكنى حلم يمثل حاجة من الحاجات دى .. واقول خلاص هو دا كاريرى ومستقبلى..
وأشتغل فترة وأدوس بحماس شديد وبعدين أرجع لعادتى السخيفة إياها.. الى هي الرخامة!
بل في أحيان كتير كنت ببقى مدفوعا دفعا أنى أعمل الحاجة وانا مش مرتب لدا في دماغى.. لمجرد ان الظروف حطتها قدامى..
زى الكتابة في مجلة كلمتنا كده..
الحقيقة انى مكنتش مرتب لدا ولا في دماغى اساسا.. وبعدين للصدفة العجيبة نزلى مقال ف التانى .. وبعدين تم إختيارى لكتابة مسلسل كوميدى طويل.. هايكمل حلقته ال12 .. أى سنة كاملة مروا عليه وابتدى اهو يمشى وبيقول ماما وحمو.. علام بتاع الأفلام.
من بعدها.. أندهشت من هذا الكم من المجاملين حواليا.. وافتكرت أنها عدوى أصابت البعض فا انتقلت للكل.. بأنى والعياذ بالله موهوب في الكتابة.. وقادر أنى أبدع كمان فيها في حالة لو ركزت وسبت لقلمى العنان كما يدعى اللغويين.
أفترضت ان عدد المجاملين زاد مش أكتر.. بس لما لقيت أن في ناس مفترضه من الاساس انى مبعرفش أكتب وبعدين يبدوا إعجاب شديد لما يقرولى بجد مش مجرد إنطباع مبدئى.. فا دا خلانى مع الوقت أتنازل عن فكرة المجاملين دى .. وأصنفهم في فئة أخرى أظرف ألا وهي المدفوع لهم مسبقاً..أى حد تطوع مشكورا وأدى لكل واحد من الى بيقول رأيه بعض المصارى فا كان لازم يقول كده.. بس استبعدت الفكرة بعد كده .. إذ ان مين الى يحب حد دا لدرجة انه يدفع تلك المبالغ الطائلة !
مع الوقت أضطريت وتحت ضغوط شديدة وتعذيب مستمر أنى أصدق أنى بعرف أكتب !
لما ربنا أدانى فرصه .. قد تكون هي فاتحه الخير عليا في حياتى وأنطلق منها لحلم أكبر وأعظم .. عن أفيش ما يحمل أسما ما لشابا ما ..
ثم لما أبدى الكل في الفرصه إياها دى إعجابا وأثنوا على ما كٌتب وأعتبروا أنه شئ يجب إحترامه..
ولما قعدت مع نفسى وحلمت لا بشهرة ولا بمال ولا جاه.. حلمت بشابا , كان فاكر ان الحياة عبارة عن كوكتيل من المستحيلات.. وأنك إياك يا كلب .. تحلم مجرد الحلم أنك تحقق حاجة..
فا تصبح في يوم وليلة الى هما 12 شهر في عرفى.. أبا لشخصية لاقت بعض النجاح الى يخليك تفتخر بيه وتصدقه..
وبعدها تتوالى الفرص وتتوالى الاراء من بنى ادمين مستحيل أنهم يفكروا يجاملوك .. لان منهم من هو متابع ليك من البداية ويرأسك ولن يسمح بما هو أقل .. ومنهم من لا يعرفك بتاتا وكان عربون المحبة بعض الورق .. مع بعض الكوميديا..
ساعتها ..لازم تدعى ربنا أن تكون دى وجهتك وحياتك ومستقبلك.. ف مين غيرها تلك الهواية اللعوب مين ينقلك إلى أبعد أبعد الافاق.. ومين غيرها تستمتع بكل لحظة فيها .. ومين غيرها الى بيكون مُتنفس ليك عشان تصنع شخصيات في عوالم مبتكرة.. تربطها أحداث مختلفة.. لتصل لنهاية سعيدة كأى فيلم عربى يحترم نفسه ..
تذيلها بأسمك .. فا يقرأها أحدهم ويبتسم معلقا: يا سلاااام.. شوف ازاى؟! .. فا ينام شاعرا ببعض السعادة.. حاملا بعض الإمتنان لما فعلته من بعض تغيير في واقع مرير .. لخيال واسع وردى جميل.
أو يحمل لك أطنانا من الكراهية بسبب أنك نكدت عليه .. بما كتبت عن واقع مرير ليس للخيال الواسع الوردى الجميل أى دور فيه !
عندها فقط - وسعوا كده شوية .. - قررت أن أكتب !
الاثنين، 13 يوليو 2009
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق