" الشيخ أحمد .. شرف ! " ..
" هو ماله خدوده حمرا كده ليه .. " .. "
" هو ماله خدوده حمرا كده ليه .. " .. "
دا شبه أبوه على فكرة.. مش شبه أمه " ..
وغيرها من عبارات كتير بتتقال مع تشريفك للدنيا.. وأنت ماليها صراخ وعويل عشان أنتزعوك من ظلمة وهدوء وطمأنينه رحم أمك .. إلى هذا العالم الضوضائى المزعج المخيف ..
كنت أول ولد.. فا بتكون فرحته مختلفة شوية عن الأب والأم والجد على حدا سواء..
سمانى جدى أبو والدى بالإسم دا.. وكان مٌصمم عليه جدا .. وبالتالى مكنش في مجال للإختيار.. هايكون أسمه أحمد..
كل دا تقليدى وعادى وبيحصل في أحسن العائلات.. بس المولود دا عنده مشكلة بسيطة..
مشكلة أحمد .. انه عنده عيب ما خلقى و حساسية في صدره .. هاتسببله ضيق شديد نوعا في التنفس.
طيب .. ايه يعنى , في كام مليون مولود بيتولدوا بحساسية وضيق في التنفس..
أوكى.. مفيهاش مشكلة.. بس دى هاتلازمه طول حياته .. لحد ماهيجي عليه سن معين وتروح من نفسها .. أو تضعف..
ومن هنا أبتدت القصة الحقيقية..
يختلف من يُولد بالحساسية من صغره عن غيره من الاطفال الطبيعين .. في عدم قدرته على أنه يلعب زى الاطفال الحقيقين !
لانه ببساطة.. من اى مجهود كبير شوية.. او من أى شوية تراب يستنشقهم.. بتتحول لمعاناة ما بعدها معاناة..
ضيق شديد في التنفس.. مش قادر تمارس أبسط حقوقك البشرية.. انك تاخد نفسك !
صوت حشرجة وتزييق منغم ينافس سيمفونيات عالمية في صدرك.. أو أشبه بصوت عربية مهكعة بتعافر في تشغيلها..
لون جلدك يُحال للون الازرق الجميل .. وبتحس أنك بتطلع في الروح خلاص.. فا طبعا اهلك يتخضوا لما يشوفوك مش قادر تتنفس.. يجروا بيك على المستشفى..ويحطولك قناع الاكسجين دا .. لحد ماتهدا وتنام وينتظم تنفسك وتكون ساعتها بشرى .. من البشر دول الى بيتنسفوا..
ساعتها بتشوف ان التنفس في حد ذاته معجزة ربانيه رائعه.. وبتعتقد ان المٌتنفسين حواليك دول .. الى بياخدوا شهقيهم وزفيرهم بسهولة دول محظوظين لإن ربنا أنعم عليهم بالنعمة الرائعه دى..
يتكرر مسلسل قناع الأكسجين.. حتى يتوفر مؤخرا.. البخاخة , وهو شئ يعرفه كل من جرب الموضوع دا .. وكانت أسهل فعلا.. رغم انها مكنتش عمليه تماما زى قناع الاكسجين بس اهو ارحم من مشاوير الفجر دى..
مشوار منهم.. وكان 4 الفجر تحديدا .. روحت لقيت النور قاطع في المستشفى.. فاضلت قاعد ساعتها مستنى .. لان محدش كان شايف حاجة وكله بيخبط في بعضه..
كان عمرى 8 او 9 سنين ساعتها.. وساند برأسى على كتف أمى الى قاعدة بتطبطب عليا .. صوت الحشرجة جوايا بقى عالى ومسموع لاى حد جنبى.. ساعتها غمضت عينيا..
في أوقات في حياتك .. حتى لو كنت طفل.. لما بتتقفل في وشك وبتضيق كل حاجة عليك.. ساعتها بتسلم نفسك لرب كريم.. بتحط نفسك بين أيدين ربنا.. أنه أيا كان مصيرك او ما هو مكتوب ليك .. فا دا قضاء ربنا الى مش هايكون في حد أعدل أو أرحم منه عليك في حياتك..
ساعتها النور جيه في المستشفى.. في اللحظات دى.. وخدت الأكسجين وأبره كده معاه مش فاكر بتاعت ايه.. وروحت..
أستمريت على الحال دا من صغرى لحد سن 14 سنة.. كنت ساعتها بتردد على دكتور كبير لامراض الصدر.. وكنت ديما بروحله بعد أى ماتش كورة بلعبه..
ماهو أصل زى اى طفل.. كنت ببقى محتاج العب واتنطط واتشقلب واجرى .. وكنت بلعب مع ناس كبيرة في السن كعادة الصغار.. وديما بيلعبوا في الحتة في شارع كله تراب..
فا كانت ديما ليا حركة معهودة بعملها في أواخر الماتش.. انى اوطى واسند بايديا على ركبتى وانهج نهجان مش بتاع جرى او لعب .. لا النهجان بتاع من لا يستطيع التنفس..
في أوقات كتير البخاخة دى مكنتش بتعمل حاجة وكنت برضه بعذبهم معايا واروح المستشفى او للدكتور دا..
لحد ما فى واحد قريبى قالى انه كان في واحد عندهم برضه تعبان اوى كده.. وراح لدكتور ما في شبرا واداله حاجة بعدها الحساسية راحت تماما !
كان دا غريب بالنسبة لى.. اذ انك مش معقول يكون الراجل دا دونا عن دكاتره الارض الى عنده العلاج !
كانت بالنسبة لى مغامرة في حد ذاتها أنى أروح شبرا !
أنا مكنتش عايش حياتى في مصر أصلا.. كنت في الخليج, بس كنت بنزل اجازات عند جدتى في إمبابة.. وبالتالى كانت مغامرة بالنسبة أنى اروح من إمبابة لشبرا لوحدى..
أمى كانت عايزه تيجى.. بس انا كنت عايز أروح لوحدى..
الحقيقة أنى كنت بكره لحظات ضعفى دا قدام أخواتى او أمى.. رغم انهم اقرب الناس ليا بس كنت بكره إحساس الشفقة الى في العيون دا.. وكنت بحب أكون لوحدى ساعتها..
لدرجة أنه مرة قولت لأمى وانا تعبان وبتودينى المستشفى وفي نفس الحالة الصعبة دى.. قولتلها في مشهد لا تجده الا في الافلام الهندية: أنه سبينى أموت بقى ! .. ولان لفظ - أوفر - مكنش متوفر ساعتها.. أبتسمت الحنينة البائسة وقالتلى: بطل هبلك دا .. و أجمد شوية.
المهم أنها كانت أول واخر مرة في حياتى أركب فيها أتوبيس.. سألت فا قالولى , أركب 924 بشرطة او مش فاكر الرقم تحديدا .. ودا هاينزلك شبرا.. وركبته فعلا.. وانا قاعد وسرحان في الشباك.. والهوا بيصطدم بوشى.. قعدت أفكر .. يا ترى الراجل دا هايعالجنى فعلا ؟!
وصلت العيادة.. وأتفاجات ساعتها.. لانها ببساطة كانت أقرب لبدروم منها لعيادة.. عناكب على الحيطة الى زال منها الدهان وأصفرت وبقت كئيبة.. وجوه بائسة حواليا.. وممرض كئيب نايم على مكتب بالى..
قطعت الكشف.. واستنيت دورى ودخلت.. أتصدمت أكتر ساعتها لما لقيت انى قدام راجل تجاوز السبعين على أقصى تقدير !!
راجل بيموت تقريبا قدامى.. وتأكدت من البتاعه على مكتبه أنه الدكتور عبد العليم بتاع أمراض الصدر !
حسيت انه شاف خيبه الامل دى في وشى.. فا ابتسم الديناصور العجوز وقالى:
مش عاجباك العيادة ها؟.. متنخدعش بالمظاهر في حياتك يا أبنى.
كشف عليا.. وكتبلى في الروشته .. أسم حقنه اخدها في صيدلية مجاورة وقالى انى مش هاجيله تانى !
أستغربت كلامه وافتكرته بيخرف.. بس روحت خدت الحقنة.. وروحت بعدها..
وقتها كنت بتنفس بصعوبة برضه.. بس أقل صعوبة طبعا من أى حالة بتتدهور فيها العملية..
قولت الراجل دا مش بيفهم.. وهارجع تانى للدكتور نبيل مدير مستشفى الصدر صاحب العيادة الفخمة بمقاييس الزمن دا.. الى هو دكتورى من زمان.
الغريب انه بعدها بأيام لقتنى بتنفس بشكل طبيعى !!
لقيت انى ممكن أنزل أجرى من غير أى تعب أو ضيق شديد في التنفس .. !!
مصدقتش نفسى وحاولت اطرد خاطر أن الراجل دا عالجنى بالحقنة دى !
بس لقيت انه مع الوقت بتتأكد الحقيقة دى فعلا.. أنا فعلا بتنفس زى الناس !!
مقدرش أوصف فرحتى ساعتها.. ولا مدى القوة النفسية الى بقيت فيها .. إذ أنى بقيت بنى ادم طبيعى أخيرا زى كل الناس ..
كنت محتار ساعتها..
- هل الراجل دا عالجنى فعلا .. أو كان سبب في أنى أبقى كويس وطبيعى؟
- ولا لإنى كنت ساعتها 13 سنة.. يعنى قبل السن المتوقع لزوال الحساسية دى منى تماما؟
- ولا لإن ربنا كان عايز كده.. وأن رحمته فعلا وسعت كل شئ.. وبعدتنى عن مصير مظلم كان ينتظرنى إذا ما استمريت بضيقى دا في التنفس.. لحد ما أكبر.. وساعتها كنت هابقى من الزباين الدائمين الكبار في السن الى كنت بشوفهم في غيادة دكتور نبيل.. واتصدم ان اعمارهم كبيرة.. وان الضيق دا مستمر معاهم من صغرهم !
أنتهت القصة لحد هنا.. قد تحمل ما تحمل من مبالغة في نظر البعض معدوم الإحساس - ودول قابلتهم كتير في حياتى فعلا - من جربوا او شافوا ناس مصابين بضيق في التنفس.. بس انا لا يعنينى ان حد يشوفها مبالغ فيها.. لانها حقيقية.. بكل تعب وضيق وعدم قدرة على الحياة زى كل البشر المحاطيين بيا..هي تجربة حقيقية .. حسيت أنى عايز بس أكتبها وتكون قدامى من وقت للتانى..
في كل وقت بنسى فيها أن في رب كريم .. بعيد فيها عنه , وسائل لعون غير عونه , رحمة غير رحمته , مغفرة غير مغفرته .. طمأنينة غير طمأنينته.. راحة بال غير بسببه.
لما راح منى كل دا.. بقيت أحيانا كده .. ومن وقت للتانى لما باخد نفس عميق بكل سهولة ويسر .. وبيريحنى نفسيا وجسديا.. كنت ببتسم رغما عنى .. وأقول:
الحمدلله .. كنت زمان بكافح من أجل بعض الهواء :)
وغيرها من عبارات كتير بتتقال مع تشريفك للدنيا.. وأنت ماليها صراخ وعويل عشان أنتزعوك من ظلمة وهدوء وطمأنينه رحم أمك .. إلى هذا العالم الضوضائى المزعج المخيف ..
كنت أول ولد.. فا بتكون فرحته مختلفة شوية عن الأب والأم والجد على حدا سواء..
سمانى جدى أبو والدى بالإسم دا.. وكان مٌصمم عليه جدا .. وبالتالى مكنش في مجال للإختيار.. هايكون أسمه أحمد..
كل دا تقليدى وعادى وبيحصل في أحسن العائلات.. بس المولود دا عنده مشكلة بسيطة..
مشكلة أحمد .. انه عنده عيب ما خلقى و حساسية في صدره .. هاتسببله ضيق شديد نوعا في التنفس.
طيب .. ايه يعنى , في كام مليون مولود بيتولدوا بحساسية وضيق في التنفس..
أوكى.. مفيهاش مشكلة.. بس دى هاتلازمه طول حياته .. لحد ماهيجي عليه سن معين وتروح من نفسها .. أو تضعف..
ومن هنا أبتدت القصة الحقيقية..
يختلف من يُولد بالحساسية من صغره عن غيره من الاطفال الطبيعين .. في عدم قدرته على أنه يلعب زى الاطفال الحقيقين !
لانه ببساطة.. من اى مجهود كبير شوية.. او من أى شوية تراب يستنشقهم.. بتتحول لمعاناة ما بعدها معاناة..
ضيق شديد في التنفس.. مش قادر تمارس أبسط حقوقك البشرية.. انك تاخد نفسك !
صوت حشرجة وتزييق منغم ينافس سيمفونيات عالمية في صدرك.. أو أشبه بصوت عربية مهكعة بتعافر في تشغيلها..
لون جلدك يُحال للون الازرق الجميل .. وبتحس أنك بتطلع في الروح خلاص.. فا طبعا اهلك يتخضوا لما يشوفوك مش قادر تتنفس.. يجروا بيك على المستشفى..ويحطولك قناع الاكسجين دا .. لحد ماتهدا وتنام وينتظم تنفسك وتكون ساعتها بشرى .. من البشر دول الى بيتنسفوا..
ساعتها بتشوف ان التنفس في حد ذاته معجزة ربانيه رائعه.. وبتعتقد ان المٌتنفسين حواليك دول .. الى بياخدوا شهقيهم وزفيرهم بسهولة دول محظوظين لإن ربنا أنعم عليهم بالنعمة الرائعه دى..
يتكرر مسلسل قناع الأكسجين.. حتى يتوفر مؤخرا.. البخاخة , وهو شئ يعرفه كل من جرب الموضوع دا .. وكانت أسهل فعلا.. رغم انها مكنتش عمليه تماما زى قناع الاكسجين بس اهو ارحم من مشاوير الفجر دى..
مشوار منهم.. وكان 4 الفجر تحديدا .. روحت لقيت النور قاطع في المستشفى.. فاضلت قاعد ساعتها مستنى .. لان محدش كان شايف حاجة وكله بيخبط في بعضه..
كان عمرى 8 او 9 سنين ساعتها.. وساند برأسى على كتف أمى الى قاعدة بتطبطب عليا .. صوت الحشرجة جوايا بقى عالى ومسموع لاى حد جنبى.. ساعتها غمضت عينيا..
في أوقات في حياتك .. حتى لو كنت طفل.. لما بتتقفل في وشك وبتضيق كل حاجة عليك.. ساعتها بتسلم نفسك لرب كريم.. بتحط نفسك بين أيدين ربنا.. أنه أيا كان مصيرك او ما هو مكتوب ليك .. فا دا قضاء ربنا الى مش هايكون في حد أعدل أو أرحم منه عليك في حياتك..
ساعتها النور جيه في المستشفى.. في اللحظات دى.. وخدت الأكسجين وأبره كده معاه مش فاكر بتاعت ايه.. وروحت..
أستمريت على الحال دا من صغرى لحد سن 14 سنة.. كنت ساعتها بتردد على دكتور كبير لامراض الصدر.. وكنت ديما بروحله بعد أى ماتش كورة بلعبه..
ماهو أصل زى اى طفل.. كنت ببقى محتاج العب واتنطط واتشقلب واجرى .. وكنت بلعب مع ناس كبيرة في السن كعادة الصغار.. وديما بيلعبوا في الحتة في شارع كله تراب..
فا كانت ديما ليا حركة معهودة بعملها في أواخر الماتش.. انى اوطى واسند بايديا على ركبتى وانهج نهجان مش بتاع جرى او لعب .. لا النهجان بتاع من لا يستطيع التنفس..
في أوقات كتير البخاخة دى مكنتش بتعمل حاجة وكنت برضه بعذبهم معايا واروح المستشفى او للدكتور دا..
لحد ما فى واحد قريبى قالى انه كان في واحد عندهم برضه تعبان اوى كده.. وراح لدكتور ما في شبرا واداله حاجة بعدها الحساسية راحت تماما !
كان دا غريب بالنسبة لى.. اذ انك مش معقول يكون الراجل دا دونا عن دكاتره الارض الى عنده العلاج !
كانت بالنسبة لى مغامرة في حد ذاتها أنى أروح شبرا !
أنا مكنتش عايش حياتى في مصر أصلا.. كنت في الخليج, بس كنت بنزل اجازات عند جدتى في إمبابة.. وبالتالى كانت مغامرة بالنسبة أنى اروح من إمبابة لشبرا لوحدى..
أمى كانت عايزه تيجى.. بس انا كنت عايز أروح لوحدى..
الحقيقة أنى كنت بكره لحظات ضعفى دا قدام أخواتى او أمى.. رغم انهم اقرب الناس ليا بس كنت بكره إحساس الشفقة الى في العيون دا.. وكنت بحب أكون لوحدى ساعتها..
لدرجة أنه مرة قولت لأمى وانا تعبان وبتودينى المستشفى وفي نفس الحالة الصعبة دى.. قولتلها في مشهد لا تجده الا في الافلام الهندية: أنه سبينى أموت بقى ! .. ولان لفظ - أوفر - مكنش متوفر ساعتها.. أبتسمت الحنينة البائسة وقالتلى: بطل هبلك دا .. و أجمد شوية.
المهم أنها كانت أول واخر مرة في حياتى أركب فيها أتوبيس.. سألت فا قالولى , أركب 924 بشرطة او مش فاكر الرقم تحديدا .. ودا هاينزلك شبرا.. وركبته فعلا.. وانا قاعد وسرحان في الشباك.. والهوا بيصطدم بوشى.. قعدت أفكر .. يا ترى الراجل دا هايعالجنى فعلا ؟!
وصلت العيادة.. وأتفاجات ساعتها.. لانها ببساطة كانت أقرب لبدروم منها لعيادة.. عناكب على الحيطة الى زال منها الدهان وأصفرت وبقت كئيبة.. وجوه بائسة حواليا.. وممرض كئيب نايم على مكتب بالى..
قطعت الكشف.. واستنيت دورى ودخلت.. أتصدمت أكتر ساعتها لما لقيت انى قدام راجل تجاوز السبعين على أقصى تقدير !!
راجل بيموت تقريبا قدامى.. وتأكدت من البتاعه على مكتبه أنه الدكتور عبد العليم بتاع أمراض الصدر !
حسيت انه شاف خيبه الامل دى في وشى.. فا ابتسم الديناصور العجوز وقالى:
مش عاجباك العيادة ها؟.. متنخدعش بالمظاهر في حياتك يا أبنى.
كشف عليا.. وكتبلى في الروشته .. أسم حقنه اخدها في صيدلية مجاورة وقالى انى مش هاجيله تانى !
أستغربت كلامه وافتكرته بيخرف.. بس روحت خدت الحقنة.. وروحت بعدها..
وقتها كنت بتنفس بصعوبة برضه.. بس أقل صعوبة طبعا من أى حالة بتتدهور فيها العملية..
قولت الراجل دا مش بيفهم.. وهارجع تانى للدكتور نبيل مدير مستشفى الصدر صاحب العيادة الفخمة بمقاييس الزمن دا.. الى هو دكتورى من زمان.
الغريب انه بعدها بأيام لقتنى بتنفس بشكل طبيعى !!
لقيت انى ممكن أنزل أجرى من غير أى تعب أو ضيق شديد في التنفس .. !!
مصدقتش نفسى وحاولت اطرد خاطر أن الراجل دا عالجنى بالحقنة دى !
بس لقيت انه مع الوقت بتتأكد الحقيقة دى فعلا.. أنا فعلا بتنفس زى الناس !!
مقدرش أوصف فرحتى ساعتها.. ولا مدى القوة النفسية الى بقيت فيها .. إذ أنى بقيت بنى ادم طبيعى أخيرا زى كل الناس ..
كنت محتار ساعتها..
- هل الراجل دا عالجنى فعلا .. أو كان سبب في أنى أبقى كويس وطبيعى؟
- ولا لإنى كنت ساعتها 13 سنة.. يعنى قبل السن المتوقع لزوال الحساسية دى منى تماما؟
- ولا لإن ربنا كان عايز كده.. وأن رحمته فعلا وسعت كل شئ.. وبعدتنى عن مصير مظلم كان ينتظرنى إذا ما استمريت بضيقى دا في التنفس.. لحد ما أكبر.. وساعتها كنت هابقى من الزباين الدائمين الكبار في السن الى كنت بشوفهم في غيادة دكتور نبيل.. واتصدم ان اعمارهم كبيرة.. وان الضيق دا مستمر معاهم من صغرهم !
أنتهت القصة لحد هنا.. قد تحمل ما تحمل من مبالغة في نظر البعض معدوم الإحساس - ودول قابلتهم كتير في حياتى فعلا - من جربوا او شافوا ناس مصابين بضيق في التنفس.. بس انا لا يعنينى ان حد يشوفها مبالغ فيها.. لانها حقيقية.. بكل تعب وضيق وعدم قدرة على الحياة زى كل البشر المحاطيين بيا..هي تجربة حقيقية .. حسيت أنى عايز بس أكتبها وتكون قدامى من وقت للتانى..
في كل وقت بنسى فيها أن في رب كريم .. بعيد فيها عنه , وسائل لعون غير عونه , رحمة غير رحمته , مغفرة غير مغفرته .. طمأنينة غير طمأنينته.. راحة بال غير بسببه.
لما راح منى كل دا.. بقيت أحيانا كده .. ومن وقت للتانى لما باخد نفس عميق بكل سهولة ويسر .. وبيريحنى نفسيا وجسديا.. كنت ببتسم رغما عنى .. وأقول:
الحمدلله .. كنت زمان بكافح من أجل بعض الهواء :)